الرجال سبب اكتئاب النساء
تقع السيدات في الوطن العربي تحت ضغوط شديدة تسبب لها اكتئاباً
مزمناً وربما عقداً نفسية ، ومن أهم مصادر اكتئاب المرأة هو الرجل
ومعاملته السيئة ،
والاستهزاء بما تقوم به سواء كان فى العمل أو في المنزل ، وهذا ما
أشارت إليه دراسة أجراها المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية
بالقاهرة والتي أكدت أن من أهم أسباب إصابة المرأة بالاكتئاب سوء معاملة
الرجل لها ، سواء كان زوجا أو أخا أو ابنا أو أبا .
ومن خلال الدراسة تبين أن الواقع الاجتماعي للمرأة العربية ، واضطرارها
للعيش تحت جناح الرجل وعجزها عن التمرد على بعض العادات والتقاليد
الاجتماعية، سبب رئيسي في عدم قدرتها على أن تنعم بالهدوء النفسي لعدم
قدرتها عن التعبير عن مشاعرها المختلفة ، وبخاصة أنها تدرك أنها لن تجني
شيئا من وراء بوحها بما يجيش في صدرها، كما ذكرت جريدة "الشرق الأوسط".
إن العنف ضد المرأة في المجتمعات العربية من أهم الأسباب المؤدية
لاكتئابها ، وهذا العنف لا يقتصر على الزوج بل قد يمتد للطفولة طبقا
لموروثات اجتماعية متعارف عليها ، حيث ما زال البعض ينظر للمرأة نظرة
دونية فيمارس الأب أو الأخ سلطته علي البنت من خلال هذا المبدأ ويصل
التعسف في التعامل معها في أحيان كثيرة للمنع من التعليم أو تحديد مستواه
ودرجته وإجبارها على الزواج من شخص معين، وعند زواجها تنتقل سلطة الأب
للزوج الذي يواصل حلقة التعسف ضدها بدعوى أن هذه هي الرجولة الصحيحة .
من هنا نجد عندنا إنسانة هشة وضعيفة وعندها استعداد قوي للإصابة
بالاكتئاب نتيجة طفولة عاشتها لم يكن لها القدرة على التحكم في مجرياتها
لصالحها أبداً، وحاضر يمثل حلقة وصل لا تختلف كثيرا عن ماضيها ، لذا علينا
أن نعترف أيضاً أن هناك ظواهر اجتماعية سلبية ذات تأثير مباشر على
استخدام العنف ضد المرأة وقهرها مثل القهر الاقتصادي والقهر الاجتماعي
والسياسي، وهنا لا يجد الرجل متنفسا أمامه لحالة القهر والكبت التي
يعانيها سوى المرأة ، بل أن بعض المجتمعات تؤمن بأن عدم إذلال المرأة
والتعامل معها بشكل متعاطف وجيد سيؤديان إلي جلب العار للعائلة وذلك حسب
المثل الشهير: " دلال البنت يخزيك، ودلال الولد يغنيك" ، وغير هذا من
الأمثلة الكثيرة المتوارثة التي تؤكد على ضرورة استخدام القوة لتأديب
الفتاة حتى لا تجلب العار للعائلة !
شعور بالقهر
أرجعت دراسة ان أسباب العنف هي العامل الاقتصادي ليس العامل الوحيد
الذي يفجر العنف عند المرأة ، لأن هناك فقيرات كثيرات لا يمارسن سلوكا
عنيفا بينما هناك نساء كثيرات تتوافر لديهن فرص عمل مناسبة ويتمتعن بقدر
عال من التعليم والثقافة ويسلكن بالرغم من ذلك يمارسن سلوكا عنيفا ، كما
أن التفكك الأسرى وضعف رقابة الوالدين من الأسباب الاجتماعية للعنف.
أما الأسباب النفسية فترجع إلي الحرمان العاطفي والكبت وهناك أسباب صحية
ومزاجية للعنف مثل التوتر الناتج قبل أو أثناء فترة الطمث.